فصل الإنجيل لهٰذا الأحد من (مت ٢٤: ٣-٣٥). ومع اقتراب نهاية السنة القبطية وبَدء أخرى جديدة ـ بعد أيام قلائل ـ ترتب الكنيسة لأبنائها في قراءاتها ما يحُثهم على الاستعداد للأبدية. وفي قراءات اليوم، يتحدث السيد المسيح إلى تلاميذه عن علامات النهاية ومجيئه الثاني؛ فالكنيسة تريد أن تذكرنا مخاطبة إيانا: يجب أن:
• لا ترتاعوا: إذ العالم يمتلئ بالأوجاع، وكلما اقتربت النهاية ازدادت الآلام: “وسوف تسمعون بحُروب وأخبار حروب. اُنظروا، لا ترتاعوا. لأنه لا بد أن تكون هٰذه كلها، ولٰكن ليس المنتهى بعد. لأنه تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة، وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن.”؛ فلا تخَف أو تقلق، بل ضع رجاءك في الله وليكُن هو حصنك المنيع.
• ولا تَعثَروا: فسوف تأتي أزمنة اضطهاد وضيق؛ لذٰلك على كل إنسان أن يحترس لأجل نفسه وخلاصه حتى لا يَعثُر ويرتد عن طريق الحياة؛ كذٰلك فإن محبة كثيرين لله وبعضهم لبعض سوف تفتر بسبب الإثم الذي ينتشر، و”حينئذ يسلمونكم إلى ضيق ويقتُلونكم، وتكونون مبغَضين من جميع الأمم لأجل اسمي. وحينئذ يَعثُر كثيرون ويسلِّمون بعضهم بعضًا ويُبغِضون بعضهم بعضًا.”؛ وفي تلك الأيام يحتاج الإنسان إلى الصبر على الضيق كي يعبر تلك الآلام بسلام، لأن “الذي يصبر إلى المنتهى فهٰذا يخلص”.
• ولا تصدِّقوا: يحذرنا السيد المسيح من الانقياد لأيّ نداءات يطلقها بعضٌ بأن المسيح هنا أو هناك، حتى إن قاموا بعمل آيات وعجائب، فيقول: “حينئذ إن قال لكم أحد: هوذا المسيح هنا! أو: هناك! فلا تصدِّقوا … ويُعطون آيات عظيمة، وعجائب حتى يُضلوا لو أمكن المختارين أيضًا.”.
• لا تتهاونوا: في الطريق الروحيّ يجب على الإنسان الروحيّ أن يكون يقظًا ومستعدًا للقاء السيد المسيح، فالأشرار سينوحون عند مجيئه لأنهم يُدركون أنها النهاية والموت الأبديّ، “وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض، ويُبصرون ابن الإنسان آتيًا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير.”؛ لذٰلك نبهنا السيد المسيح إلى أهمية السهر والصلاة في الحياة الروحية كي لا ننشغل بهموم هٰذا العالم ونكون مستعدين للقائه.
• لا ترتابوا: يختتم السيد المسيح كلماته بتحذير لكل نفس أن تلك الأمور سوف تحدث، ويجب على الإنسان الروحيّ ألا يتوانى أو يرتاب في كلماته؛ فإن إحدى محاولات الشيطان لجذب انتباه الإنسان بعيدًا عن الله واهتمامه بحياته الروحية هو التشكيك في كلمات الله، فلا ترتاب أو تهتز، بل كما علمنا السيد المسيح: “السماء والأرض تزولان ولٰكنّ كلامي لا يزول.”.