أهنئكم بـ”عيد القيامة” الذي يحتفل به مَسيحيو الشرق اليوم. وحين نتحدث عن “القيامة”، فإنما نتذكر الخلود الذي وهبه الله للإنسان حين خلقه، وأيّ مصير سوف ينتهي بكل شخص بعد انتقاله من هٰذا العالم. فالقيامة، التي أقرتها الأديان وكثير من العبادات التي عرَفها البشر، ما هي إلا بداية لحياة أخرى لا تنتهي، يتحدد حالة الإنسان فيها على ما فعله في حياته هٰهنا عن الأرض. لذٰلك، للحياة على الأرض هٰهنا سمات أو طبيعة خاصة، على الإنسان أن يُدركها: منها أنها مؤقتة ولن تدوم؛ فالإنسان فيها غريب يرتحل، أما وطنه الأصليّ، فهو الذي سوف يعود إليه يومًا ما: في “الحياة الأبدية”. وهٰكذا نتذكر في كل عام مع “عيد القيامة” أن سعي الإنسان الحقيقيّ إنما يكون من أجل تلك الحياة غير النهائية، بما يقدمه من خير ومحبة وسلام للآخرين.
كل عام وجميعكم بخير.
الأسقف العام رئيس المركز الثقافيّ القبطيّ الأرثوذكسيّ