قدم فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، التهنئة لقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية بمناسبة عيد الميلاد المجيد، وذلك على رأس وفد رفيع من قيادات الأزهر الشريف ودار الإفتاء، بالمقر البابوى بالعباسية اليوم الخميس 26 ديسمبر 2019م.
وأكد قداسة البابا تواضروس أن المصريين يعيشون معًا فى أرض واحدة ويشربون من نهر واحد، وأن المجوس الذين زاروا السيد المسيح عند ولادته قدموا له 3 هدايا فى المزود ببيت لحم، وأننا من الممكن أن نقدم أيضا 3 هدايا هى المحبة والفرح والسلام.
وقال البابا تواضروس الثانى إن المحبة تزيد من تماسك المجتمعات وأن المحبة لا تكون بالكلام ولا باللسان ولكن تكون بالعمل والحق، لافتًا إلى أن المحبة بالعمل هى أغلى ما يمكن أن يقدمه الإنسان، وأن المشاعر الحقيقية الطيبة هى من الهدايا الطيبة على قلب كل إنسان.
وتابع البابا قائلًا: “الفرح هو من الهدايا العظيمة التى من الممكن أن يقدمها الإنسان لأخيه الإنسان، وأنه من الأدوار المهمة للقادة والمسئولين لابد أن يكون مصدر بهجة لكل من حوله، وفرح الإنسان يكون من الداخل، وأن الإنسان لابد أن يكون مفرحًا لمن حوله، وأن الفرح أيضًا يزيد من تماسك المجتمع، وهناك سعادة تسمى بسعادة التواجد، وهذه السعادة تأتى من الشخص المفرح، وهنا على الإنسان أن يكون مفرحًا لكل من حوله”.
وأضاف البابا أن الهدية الثالثة التى من الممكن أن يقدمها الإنسان هى صناعة السلام، وهى صناعة صعبة، وصنع السلام هو ما يجرى نحوه كل العالم، خاصة فى منطقة الشرق الأوسط، خصوصا وهى مهد الأديان، والأنشودة التى دائمًا تردد فى أعياد الميلاد هى “المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وفى الناس المسرة”، لافتًا إلى أن السلام هو ما يعبر عنه فى أدبيات السياسة بصناعة التنمية والاستقرار، وأنه على رجال الدين أن يكونوا ويسعوا دائمًا فى طريق صنع السلام، وأنه على الإنسان أن يتحلى بالحكمة لصنع السلام.
وأشار قداسة البابا تواضروس إلى أنه على الإنسان أن يتحلى بالحكمة حتى يحيا فى السلام وأن يكون صانعًا له، مؤكدًا سعادته بهذه الزيارة التى تعبر عن المحبة بين الجميع.
وقال فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر إنه جاء لتقديم التهنئة بميلاد السيد المسيح، من أجل أن نتبادل المحبة والمودة والسلام، لافتًا إلى أن كلمات قداسة البابا تواضروس تعد مفاتيح لحياة المودة والرحمة، وهى الرسائل التى قدمها السيد المسيح منذ ولادته، وأن هذه التعاليم ندرسها ومازالنا ندرسها وهو ما ذكره القرآن الكريم عن السيد المسيح، وأن كل الأديان السمائية تدعو للمحبة والسلام.
وأضاف الدكتور الطيب، أن المحبة هى أصل الكون وأن الله خلق الإنسان بفطرة طيبة وعلى أسس المحبة، وأن الإنسان عندما يتخلص من الغضب يندم على ما فعله وقتها، وأن وصايا الأنبياء دائمًا هى المحبة والسلام.
وتابع الطيب قائلًا: “التصوف فى كل الأديان السمائية قائم على المحبة والمودة فى أساسها، مؤكدًا أننا نحتاج إلى التذكير من حين إلى آخر بالمودة والرحمة والمحبة وهى أمور موجودة فى كل الكون والمخلوقات وهو ما يدل على أن الكون خلق بالمحبة، وأن هذه المحبة لابد أن تكون محبة عاقلة وهادئة من أجل استقرار الأسر لتحمل المسئولية وإقامة الدنيا.
وأشار الدكتور أحمد الطيب إلى أن المحبة هذه الأيام بدأت تأخذ أشكالًا ومظاهر أخرى، وأنه ينبغى أن ننتبه إلى كل ما يأتى إلينا من الغرب، وأن هناك سعيًا غربيًا لهدم الأديان وهو ما يجب أن ننتبه له جميعًا، وأن هناك اتفاقيات عالمية تريد أن تهدم الأطر المعروفة فى المجتمع خاصة فيما يخص المرأة حيث تعتبر أن الزواج والأمومة قيود للمرأة وأن تتيح أيضًا حرية المثلية الجنسية، موضحًا أن هناك غيومًا سوداء قادمة من الغرب يجب أن ننتبه لها، مؤكدًا ضرورة حماية المجتمع من هذه الأفكار، وأنه طالما المجتمع يتحلى بوجود رجال دين أفاضل مثل قداسة البابا تواضروس الثانى والعلماء الأجلاء فإن مجتمعنا آمن.
وطالب فضيلة الدكتور أحمد الطيب، بأن يكون هناك دور لبيت العائلة بقيادة الشيخ محمد عمارة والأنبا إرميا لتثقيف المجتمع ضد أى أفكار غريبة تريد اختراقنا.