“أية شركة للنور مع الظلمة؟ حيث يوجد تمايز وتضاد لا يمكن مصالحته بين النور والظلمة، فإن من يشترك في كليهما لا يكون له نصيب في أي منهما، وذلك للتضاد الموجود بين القسمين، كل ضد الآخر، وذلك في نفس الوقت في حياته التي بها مزيج من الاثنين. بإيمانه يستعين بالقسم المنير، لكنه بعاداته المظلمة يطفئ سراج العقل. وإذ يستحيل وجود النور والظلمة في شركة معًا، فإن الشخص الذي يحتضن الاثنين هو عدو لنفسه، حيث ينقسم على ذاته، ينقسم بين طريقي الفضيلة والشر. إنه يقيم في داخله معركة بين مضادين. وحيث أنه متى وجد عدوان لا يمكن أن يكون كلاهما منتصرين، فإن نصرة أحدهما تؤدي إلى موت الخصم، هكذا تُسبب هذه الحرب المدنية اضطرابًا في حياته. ولا يمكن للجانب القوي أن يغلب ما لم يتحطم الثاني تمامًا.
القديس غريغوريوس النيسي
+++++
مقال عن الحياة 73 – انتصر عليه – اليوم السابع
http://anbaermia.com/?p=13586&lang=ar
[wppa type=”slide” album=”35″][/wppa]