على رأس وفد كنسي كبير، زار قداسة البابا تواضروس الثاني صباح الأرابعاء 25 ديسمبر 2019م، مقر بطريركية الأقباط الكاثوليك بكوبري القبة، وذلك لتقديم التهنئة بعيد الميلاد المجيد حسب التقويم الغربي إلى غبطة الأنبا إبراهيم إسحاق بطريرك الأقباط الكاثوليك، ومطارنة الكنيسة الكاثوليكية.
وقد تكون الوفد المرافق لقداسة البابا من أصحاب النيافة الأحبار الأجلاء الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة وتوابعها، والأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، والأنبا أكليمندس الأسقف العام لكنائس قطاع ألماظة والهجانة وشرق مدينة نصر، والأنبا ميخائيل الأسقف العام لكنائس قطاع حدائق القبة والوايلي.
وضم الوفد أيضا القمص سرجيوس سرجيوس وكيل البطريركية بالقاهرة، والقس كيرلس بشرى سكرتير قداسة البابا، وأ. جرجس صالح الأمين العام الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط.
• كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني خلال زيارته لبطريرك الكاثوليك للتهنئة بعيد الميلاد
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين،
كل سنة وحضراتكم طيبين، سنة جديدة سعيدة وميلاد المسيح يفرحنا كلنا، اعتدنا أن نتقابل في هذه المناسبات الجميلة ونتبادل المحبة والتهنئة في المناسبات، الميلاد هو فرحه لكل العالم ونبدأ بها سنة جديدة.
وفي الميلاد نقابل شخصيات كثيرة ومشاهد كثيرة ولكن أنا أريد أن أقف عند مشهد أمنا العذراء عندما علمت بالبشارة المجيدة وقالت تسبيحتها الخالدة ” تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي” وهذه العبارة تكون مبدأ لحياة الإنسان المسيحي بصفة عامة.
“تعظم نفسي الرب” تعني العلاقة الشخصية التي تكون بين الإنسان والسيد يسوع المسيح وتعنى هذه العبارة أن المسيح هو أولًا في حياتك وهذه العبارة تدل على نجاح أمنا العذراء وهي فخر جنسنا ونسميها في التسابيح السماء الثانية وفي الأيقونات تلبس الرداء الأزرق لون السماء، فهذا المعنى هو معنى للنجاح وأن يكون الله أولًا دائما في حياتي ، وجود الله أولًا في حياة الإنسان هو خطوة من خطوات النجاح، أحيانًا الإنسان يكون لديه ميول لأفكار أو مبادئ أخرى ولكن المبدأ الصحيح أن تكون البداية مع الله، و”تعظم نفسي الرب” تعني الاستمرارية ، تعظيم الإنسان لله ف حياته سبب للنجاح والتقدم، والمجتمع الذي يبعد عن الله دائمًا يكون مجتمع غير ناجح وان كانت ناجح فهو نجاح بارد بلا حياة.
أمنا العذراء تضع أمامنا ونحن نحتفل بميلاد السيد المسيح الخطوة الأولى والأساس المتين في مشوار النجاح في حياة الإنسان.
الخطوة الثانية: البحث عن السعادة:
” تبتهج روحي بالله مخلصي “كما جاء الملاك للرعاة وقال لهم” أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب” وهو ميلاد المخلص، التجسد الذي نحتفل به في عيد الميلاد هو الخطوة الأساسية نحو الخلاص.
” تبتهج روحي بالله مخلصي” : السيد المسيح لم يصلب بعد وكان السيد المسيح لم يولد بعد ولكن أمنا العذراء تضع أمامنا أن بهجة الإنسان وفرحه هو فرح بالخلاص هناك أشياء كثيرة في العالم نفرح بها لكن كل هذه الأفراح ليست من السماء هي من الأرض، أما الفرح الحقيقي الذي يسكن ويدوم في حياة الإنسان هو الفرح بالخلاص واحتفالنا في الميلاد معناه أننا نتوجه نحو الصليب لأن التجسد والميلاد كان بداية الطريق للصليب.
أمنا العذراء تقدم لنا الدرس الأول أن يكون الله الأول في حياتك والدرس الثاني أن الفرح الحقيقي الموجود معك دائمًا على الأرض ويمتد إلى السماء هو “بهجة الخلاص” وبهجة الخلاص هو العمل الذي يفرح الإنسان من داخله.
احنا النهاردة نفرح مع الرعاة والمجوس والملائكة ونفرح بوجود المحبة التي تشملنا جميعًا وهي ليست كلمة أو زيارة وإنما هي شعور نعيشه ونقدمه ويكون مسئوليه علينا أن نساهم في بناء المحبة التي تجمع الجميع.
كل سنة وحضراتكم طيبين، غبطة البطريرك والآباء المطارنة والآباء الرهبان والكهنة وكل الشمامسة وكل الشعب باسم الكنيسة وباسم الآباء الأحباء الأساقفة والكهنة نهنئ الجميع ونصلي أن يكون عامًا جديدًا.
وطبعًا سنه ٢٠٢٠ شكلها لطيف ونستبشر بها خيرًا.
ربنا يفرحنا جميعًا ويديم هذه المحبة ويعطينا دائمًا أن يكون الله الأول في حياتنا وأن تكون لنا فرحة الخلاص.
لألهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.
• كلمة بطريرك الأقباط الكاثوليك في استقبال قداسة البابا تواضروس الثاني والوفد المرافق له
ألقى بطريرك الأقباط الكاثوليك الأنبا إبراهيم إسحق كلمة خلال استقباله قداسة البابا تواضروس الثاني والوفد الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية الذي زار بطريركية الأقباط الكاثوليك للتهنئة بعيد الميلاد حسب التقويم الغربي.
وجاء نص الكلمة كالتالي:
سيدنا صاحب القداسة باسم آباء سنودس الكنيسة، أرحب بقداستك.
أساس احتفالنا هو ميلاد المسيح الذي يخلصنا من أكثر شيئين يؤثران على داخلنا، فهو يحررنا من الخوف فنثق في أنفسنا والآخرين.
ويحررنا من أنانيتنا لأنها تجعلنا ننغلق على أنفسنا. أشكر ربنا أنه أصبح تقليدًا وأننا نتبادل تهانئ عيد الميلاد لأنها تكون شهادة حية لأبناء الكنيسة إذ يرون كيف يحب بعضنا البعض.
هنالك تحديات ولكن بنعمة الله وبركة الميلاد نكون شهودًا حقيقيين ونصلي ألا يكون عيد الميلاد احتفالًا خارجيًّا ولكن سبب تغيير حقيقي في قلوبنا وأفعالنا.