قال نيافة الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي الأمين العام المساعد لبيت العائلة المصرية، إن الحرية والمواطنة يعدان من أهم الوسائل الفعالة فى مقاومة الإرهاب ودحر الفكر المتطرف مؤكدا أن الحرية لها اشكال متعددة منها حرية الإنسان فى الحياة والتفكير والإعتناق وحرية العقيدة مكفولة للجمبع بأدلة واضحة فى كافة الشرائع السماوية،غير أن الحرية تحمل فى طياتها مبدأ المسئولية الواجبة.
وأوضح الأنبا إرميا، في كلمته اليوم الأربعاء 1 مارس 2017م، خلال أعمال اليوم الختامي لمؤتمر التعايش المشترك «الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل» الذى ينظمه الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين بالقاهرة، أن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر كان صاحب فكرة إنشاء «بيت العائلة المصرية»، هذه الفكرة التي رحب بها مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث، متابعًا: «هذه المبادرة جاءت بعد واقعة الاعتداء على كنيسة “سيدة النجاة” بالعراق في 2010، وبعدها وقع حادث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية في 2011، فكان من الواضح أن هناك تخطيط موجه لمنطقة الشرق الأوسط؛ لإحداث تفرقة بين المسلمين والمسيحيين».
وأضاف: أنه بفضل الرؤية المستنيرة والجهد الدؤوب لشيخ الأزهر تأسس بيت العائلة المصرية، وأصبح هيئة مستقلة تحت رئاسة شيخ الأزهر وبطريرك الكنيسة المصرية، ومن أهم أهدافها الحفاظ على النسيج الوطني الواحد لأبناء الشعب، وتفعيل المخزون الحضاري للشخصية المصرية، والتعرف على الآخر ورصد واقتراح وسائل الوقاية للحفاظ على السلام المجتمعي.
وأكد أن ما تتعرض له مصر من إرهاب يهدف بالأساس زعزعة الاستقرار وإحداث فرقة بين أبناء الشعب الواحد، مردفًا: «نشكر الله الذي وهب مصر قائد حكيم يدرك خطر الإرهاب في تمزيق الوطن وهدمه، فالرئيس عبد الفتاح السيسي يضمد جروح المصريين في أحداث الإرهاب فأوامره بترميم الكنيسة البطرسية خلال 15 يومًا بعد تعرضها للتفجير، وتوجيهاته بتوفير كل احتياجات الأسر القبطية المنتقلة من شمال سيناء إلى الإسماعيلية، تُعلن أنه لن يسمح بأي سياسات عدائية ضد أبناء الوطن، والتي تأخذ من الدين غطاء».
وأشار إلى سعي القيادات الدينية في مصر إلى تحقيق العيش المشترك بسلام، سواء من جانب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الذي يمثل وسطية الإسلام، أو قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الذي يسعى لترسيخ مبدأ العيش المشترك وزرع الحب والسلام.
وأضاف أن الأزهر يقوم بدروره على أكمل وجه فيما يخص إرساء قيم التعايش والسلام بين أتباع الديانات المختلفة، منوها أن بيت العائلة المصرية يسير فى زيادة عدد فروعه فى محافظات مصر وسيكون له فروع خارج مصر قريبا.
وأضاف، أن لجنة التعليم ببيت العائلة المصرية راجعت مناهج التعليم الوزارى للتربية والتعليم وأصدروا تعليقاتهم عليها، ولكن لم يتم مراجعة المناهج الأزهرية.
وقال إن مبادرة بيت العائلة المصرية تعمل على إنتاج كتاب مشترك عن القواسم المشتركة بين الأديان لتوزيعه على المراحل الدراسية المختلفة لتعريف التلاميذ بالآخر.
وأوضح أن المؤتمرات والمبادرات تعالج مشاكل أساسية فى المجتمع وتعزز روح التعاون والعمل الجاد بين أبناء الوطن، لأن القضاء على المفاهيم المغلوطة والإرهاب يتأتى من خلال التكاتف الجاد بين الجميع.
واختتم حديثه قائلًا: «مصر التي تباركت بالأنبياء وكانت ملجأ لهم، مثل إبراهيم وموسى ويوسف وسليمان الذي تزوج من بنت فرعون، وزارتها العائلة المقدسة، ستظل الحصن الأمين للشرق الأوسط».
وتتواصل، لليوم الثاني، فعاليات جلسات الحوار بمؤتمر الأزهر ومجلس حكماء المسلمين “الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل” الذى ينعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وبرئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين وبحضور قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ورؤساء الكنائس الشرقية عدد كبير من العلماء ورموز الدين الإسلامى والمسيحى والمثقفين والمفكرين وقادة الرأى من الدول العربية والإسلامية و بمشاركة 50 دولة.
وتدور جلسات اليوم الثانى والأخير من المؤتمر حول محورين أساسين، هما محور التجارب والتحديات الذى تناقش فيه مبادرات الأزهر والمبادرات الإسلامية والمسيحية، ومحور المشاركة والمبادرة، ويدور حول كيفية العمل معاً لدرء التدخلات الخارجية والحيلولة دون توظيف الدين فى النزاعات، والعمل من أجل مشاركة أوسع فى الحياة العامة، ومواجهة التعصب والإرهاب، وترسيخ شراكة القيم وتفعيلها.
ومن المقرر أن يلقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إعلان الأزهر للتسامح والعيش المشترك مساء اليوم.