مع انتشار المَوجات الإرهابية في العالم، أصبحت الحاجة إلى تحقيق السلام من أهم متطلبات عصرنا الحاليّ، فبالسلام يتمتع البشر بالهُدوء والطمأنينة فيجدِّون في سعيهم ويُنتجون، وفي غيابه يتحول العالم إلى غابة وأشباه بشر قد فقدوا ما وهب لهم الله من إنسانية.
والسلام في “الإسلام” هو اسم من أسماء الله، ففي سورة “الحَشْر”: ﴿اللهُ الَّذِي لآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ﴾. وفي المَسيحية، نقول عن الله إنه: “إلٰهُ السلام”، و”ملكُ السلام”، و”مصدرُ السلامِ للجميع”.
وللسلام أنواع ثلاثة:
• سلام للإنسان مع الله، أساسه حفظ وصايا الله.
• سلام مع الناس في حياة الصلح الدائم والمحبة والتعاون.
• سلام دائم لا يستغني عنه أي فرد.
لقد اتفقت الأديان على أهمية السلام للإنسان. والسلام دعامة قوية في التعليم الإسلاميّ في كثير من السوَر، ففي سورة “البقرة”: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اُدْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَافَّةً﴾، وفي سورة “الحُجُرات”: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوۤاْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ﴾؛ وعبارة “لِتَعَارَفُوا” هدف قويّ وعميق. إن الله يريد من البشر أن يتعارفوا جميعًا، وأن يعيشوا على أساس من الود والمحبة. وفي المَسيحية: “طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ …”، “وَثَمَرُ الْبِرِّ يُزْرَعُ فِي السَّلاَمِ …”.
ونجد في التاريخ أن الخليفة الثاني “عمر بن الخطاب”، حينما استلم بيت المقدس، اعتذر أو رفض الصلاة في الكنيسة وقال لأسقف بيت المقدس: {لئلا يأتي بعدي المسلمون ويأخذوها ويقولون: ههنا سجد عمر.}. فأعطى صورة جميلة عن التسامح، وسجد خارج كنيسة القيامة حيث بُنِيَ جامع عمر في ما بعد.
ونجد هذا السلام والتآخي أيضًا في كثير من العهود والمواثيق التي تحدَّث التاريخ الإسلامي عنها، مثل الميثاق الذي أُعطِيَ لنصارى نَجْران، والميثاق الذي أُعطِيَ لقبيلة تَغْلِب، ووصية “أبي بكر الصديق” لأسامة بن زيد، ووصية عمر بن الخطاب قبل موته، وميثاق خالد بن الوليد لأهل دمشق، وميثاق عَمرو بن العاص لأقباط مصر وعلاقته أيضًا بالبابا القبطي “أنبا بنيامين البابا الثامن والثلاثين”؛ حيث سلَّمه كل الكنائس التي كانت دولة الروم قد أخذتها من الأقباط، وأعاده إلى كرسيه وأعطاه الأمان.
وفي كل تلك العهود والمواثيق التي تحدَّث عنها التاريخ الإسلامي والتي أُعطيت للمسيحيين ــــــ أمَّنوهم على كنائسهم وصوامعهم ورهبانيتهم وأملاكهم وأرواحهم أيضًا.
ونجد السلام في المسيحية أيضًا يشمل الكل فيقول الإنجيل: “وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْل تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ هكَذَا؟”. بل يقول أكثر من هذا: “أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ..”. فكم بالحري تكون المعاملة مع الإخوة لنا في أوطاننا؟
لقد أصبح الآن كثير من البشر يئنون تحت وطأة فقدان السلام وانتشار المَوجات الإرهابية، مما يجعل ضرورةً إلى تكاتف العالم بأسره للتصدي لها. وإن كانت تتعدد جوانب التصدي للإرهاب من: اقتصادية، واجتماعية، وسياسية، وأمنية؛ إلا أن التصدي الفكريّ يُعد أهم الوسائل التي ينبغي الاهتمام بها، فنُوْليها أهمية كبيرة إذ هو أحد طرق حماية المجتمع ـ وبصفة خاصة الشباب ـ من الانجراف في هٰذا التيار المدمر له، وللمجتمعات والأوطان قاطبةً.
والتصديّ الفكريّ له دوران: دور تصحيحيّ يتصدى للتلاعب الفكريّ الإرهابيّ المغلوط وللانصياع خلف ما يحمله من هدم وتدمير، وآخر تعليميّ لغرس القيم الصحيحة التي تعلمها الأديان وترفع شأن الإنسان.
ومن هنا بدأت في “مِصر” فكرة إنشاء “بيت العائلة المِصرية”.
فكرة “بيت العائلة المِصرية”
يُعد فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور “أحمد الطيب” شيخ جامع الأزهر هو صاحب الفكرة في إنشاء “بيت العائلة المِصرية”، وقد حازت الفكرة ترحيب مثلث الرحمات قداسة “البابا شنوده الثالث” ـ بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المَرقسية السابع عشَر بعد المئة؛ وذٰلك لثقته ومحبته لفضيلة الأستاذ الدكتور “أحمد الطيب”؛ فوافق على الفكرة والمشاركة في تأسيس “بيت العائلة المِصرية”.
ظهرت الفكرة بعد واقعة “كنيسة سيدة النجاة بالعراق” في الحادي والثلاثين من أكتوبر عام ٢٠١٠م، ثم الاعتداء على “كنيسة القديسَين بالإسكندرية” في الدقائق الأولى من غُرَّة عام ٢٠١١م؛ فقد كان من الواضح آنذاك أن تخطيطًا موجَّه إلى مِنطَقة “الشرق الأوسط” لإحداث فُرقة بين المسلمين والمَسيحيِّين فيها، يشتمل أيضًا على نشر فكر إرهابيّ مؤدّاه “رفض الآخَر”. فجاءت المبادرة في أثناء زيارة وفد “الأزهر” برئاسة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور “أحمد الطيب” لقداسة “البابا شنوده الثالث” في الثاني من يناير ٢٠١١م، لتقديم العزاء بعد واقعة “كنيسة القديسَين بالإسكندرية”، فعرض فضيلته الفكرة على قداسة “البابا شنوده”، ولقيَت ترحيبًا من قداسته، وبدأ التنفيذ العمليّ لتحقيقها.
وبفضل الرؤية الثاقبة الواضحة المستنيرة والجُهد الدؤوب لفضيلة الإمام “أحمد الطيب”، تأسس “بيت العائلة المِصرية” في عام ٢٠١١م، صائرًا هيئة مستقلة باسم “بيت العائلة المِصرية”، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر “شيخ الأزهر” وقداسة “بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية”. ويجمع أيضًا “بيت العائلة المِصرية” ممثلي الطوائف المَسيحية في “مِصر”، وعددًا من الخبراء والمتخصصين.
أهداف “بيت العائلة المِصرية”
• الحفاظ على النسيج الوطنيّ الواحد لأبناء “مِصر”، وله ـ من أجل تحقيق هٰذا الهدف ـ الاتصال والتنسيق مع جميع الهيئات والوزارات المعنية في الدولة، وتقديم مقترحاته وتوصياته إليها، وكذا عقد المؤتمرات واللقاءات في جميع محافظات “مِصر”. كما جاء في “مادة رقْم ١” من وثيقة تأسيسه.
المحاور
يسعى “بيت العائلة المِصرية” لتحقيق المحاور التالية:
• تأكيد القيم العليا والقواسم المشتركة بين الأديان والثقافات والحضارات الإنسانية المتعددة.
• بلورة خطاب جديد ينبق عنه أسلوب من التربية الخلقية والفكرية، بما يتناسب مع احتياجات الشباب والنشء، يشجع على الانخراط العقلي في ثقافة السلا ونبذ الكراهية والعنف.
• تفعيل المخزون الحضاريّ الثقافيّ للشخصية المِصرية بمكوناته التاريخية والحضارية الفريدة والمتميزة.
• التعرف على الآخر، وإرساء أسس التعاون والتعايش بين مواطني البلد الواحد.
• رصد واقتراح الوسائل الوقائية للحفاظ السلام المجتمعيّ.
الإدارة
تنشأ هيئة مشتركة باسم “بيت العائلة المِصرية”، برئاسة “شيخ الأزهر” و”بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية”، مقرها الرئيسي “مشيخة الأزهر بالقاهرة”؛ وحاليًّا يمثل “الأزهر” فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الأستاذ الدكتور “أحمد الطيب”، ويمثل “الكنيسة القبطية الأرثوذكسية” قداسة “البابا أنبا تواضروس الثاني” بابا الإسكندرية الثامن عشَر بعد المئة.
يعيَّن لـ”بيت العائلة المِصرية” أمين عام وأمين عام مساعد؛ وحاليًّا الأمين العام هو الأستاذ الدكتور “محمود حمدي زقزوق” وزير الأوقاف الأسبق.
يتولى إدارة “بيت العائلة المِصرية”
• مجلس الأمناء: وهم أفراد لا يقل عددهم عن ١١ ولا يزيد عن ٢٧ عضوًا. ويعقد هٰذا المجلس اجتماعات دورية، ويمكن أن يعقد اجتماعات طارئة حسبما تتطلب الظروف، وهو الذي يضع السياسات العامة لـ”بيت العائلة المِصرية” ويُشرف على تنفيذها.
• المجلس التنفيذيّ: ويرأسه الأمين العام، ويعاونه الأمين العام المساعد، ويختص بتنفيذ السياسة العامة لـ”بيت العائلة المِصرية”، ويضم مقرري اللجان والمقررين المساعدين.
اللجان
لجنة الخطاب الدينيّ
وهدفها:
• تجديد الخطاب الدينيّ بما يناسب تحقيق أهداف “بيت العائلة المِصرية” ورسالته وقيم المجتمع.
• تدريب الأئمة والقساوسة في مختلِف محافظات الجُمهورية.
• لقاءات شهرية أو ربع سنوية ليوم واحد أو عدة أيام، لترسيخ القيم في حياة الناس مثل: الرحمة، والمحبة، والتعاوُن، والمسؤولية، والانتماء إلى الوطن، والسماحة، والتفاني في العمل … إلخ.
• وعلى سبيل المثال، بتعضيد من نيافة المِطران “منير حنا”، نظمت اللجنة ١٢ لقاءً على مدار ثلاث سنوات للأئمة والقساوسة؛ كانت مدة كل لقاء ثلاثة أيام بعُِنوان: “معًا من أجل «مِصر»”، حضرها قرابة ٧٠ من الأئمة والقساوسة في السنة الواحدة. وقد قُدمت بها محاضرات وندوات ومناقشات، وتدريبات، وقوافل مشتركة لزيارة المساجد والكنائس والأديرة والمستشفيات والمدارس، وبعض مشروعات وطنية معًا، ولقاءات مع رئيسَي “بيت العائلة المِصرية” والرُّموز الدينية، مما كان له الأثر الإيجابيّ في تفعيل القيم المشتركة وإعادة القيم المهجورة. ويجري الإعداد للقاءات مشتركة بين طلبة الكليات والمعاهد الأزهرية والكليات الاكليريكية.
لجنة التعليم
• تكوين جماعات “أصدقاء بيت العائلة المِصرية” بالمدارس والجامعات.
• مراجعة المناهج الدراسية الحالية لتلافي ما يؤثر في القيم والسلام المجتمعيّ.
• إعداد وثيقة للتعليم وتفعيلها، مسايِرة لفلسفة “بيت العائلة المِصرية” وأهدافه.
• إرسال شيخ وقَس لإلقاء كلمة في طابور الصباح في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية في بعض المحافظات.
• تقديم برامج هادفة لتأصيل روح المواطنة بين الطلاب، بتعاوُن الإدارة العامة للتربية الاجتماعية والتربية النفسية والكشفية والاتحادات الطلابية.
لجنة الشباب
تقوم:
• بغرس قيم: نبذ العنف، والتطرف، والتعصب بأنواعه كافة.
• تنمية قدرات الشباب، واكتشاف الموهوبين ورعايتهم.
• تنظيم اللقاءات والندوات للشباب في الجامعات والمعاهد والأندية، لتنمية الشباب روحيًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا.
• تنظيم معسكرات كشفية ودوْرات رياضية.
• تفعيل دَور الشباب في بناء الوطن.
لجنة الثقافة الأُسرية
ودَورها:
• توعية وتنمية الأسرة المِصرية اجتماعيًّا وثقافيًّا وفكريًّا وصحيًّا من خلال: ندوات دورية لترسيخ دَور الأسرة في بناء المجتمع، وتقديم نماذج من الأمهات المثاليات ليصرن قُِدوة في المجتمع.
لجنة الطوارئ التنفيذية
ومُهمتها:
• تقييم الأزمات ودراستها والمشاركة في علاجها عند حدوثها، والمساعدة في حلها.
• التوعية لتجنب الوقوع في الأزمات.
لجنة الإعلام والعلاقات العامة
المنوط بها:
• المتابعة الإعلامية الكاملة لأنشطة اللجان.
• عمل لقاءات وتقارير لنشر رسالة عن أنشطة “بيت العائلة المِصرية”.
لجنة المتابعة
وتعمل على:
• متابعة خُطط العمل وآليات التنفيذ ومعايير الأداء، وتقييمها، وتطويرها.
• الرصد والقياس لمدى الالتزام بتحقيق الأهداف العامة والفرعية.
• رصد أوجه القصور وعمل التوصيات.
إن العمل في “بيت العائلة المصرية” لا يتوقف، فقد أنشئت فروع له بالمحافظات، ويدرس حاليًا كيفية إنشاء فروع خارج مصر؛ فتجربة “بيت العائلة المِصرية” ـ التي تحمل في عمق رسالتها التصدي الفكريّ للإرهاب وبناء النفس الإنسانية المتوازنة على مستوياتها كافةً ـ هي سعي نحو السلام الذي ينشُده العالم بأسره؛ ولذا فهو يستحق تحمل كل معاناة وجَهد. فنحن لدينا دَور هام نحو تحقيق السلام الحقيقيّ، وهو بالفعل يحتاج إلى تفهم وعمل جاد حتى يمكن إقراره؛ كذٰلك فإنه يتطلب حوارًا وفَهمًا عميقًا للآخرين ومحبةً قويةً لهم، كما قيل: “عندما تتغلب قوة الحب على حب القوة سيشهد العالم السلام”!!
إن رسالة “بيت العائلة المِصرية” تَحمل نشر السلام والتسامح التي تعبر عنها الأديان. ودعوني أختِم كلمتي هٰذه بجزء من كل كلمات فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور “أحمد الطيب” شيخ جامع الأزهر ـ في منتدى “تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة” الذي عُقد بـ”أبو ظبي” في أبريل عام ٢٠١٥م ـ حين قال: “… عَلاقة الإنسان المسلم بغيره ـ أيًّا كان هٰذا الغير: إنسانًا، أو حيوانًا، أو نباتًا، أو جمادًا ـ هي في فلسفة الإسلام عَلاقة زمالة وصحبة وارتفاق، تقوم أوَّل ما تقوم على مبدإ السلام والتعارف …”. أما بخصوص أهل الذمة فنجد أن قواعد الإسلام قد جعلت أهمية كبيرة لمعاملتهم، ففي الحديث: “مَن أَذَى ذِمِّيًا فَلَيسَ مِنَّا. العَهدُ لهُم، وَلأبنائِهم، عهدٌ أبديٌّ لا يُنقضُ، يَتَوَلاَّه وليُّ الأَمرِ وَيَرْعاه.”، بل حديث آخر يقول: “استَوصُوا بالقِبطِ خيرًا؛ فإنَّ لنا فيهِم نَسَبًا ورَحِمًا.”.
أمّا من جهة وصية “عمر بن الخطاب” قبل موته، فقد أوصى بحفظ العُهود والمواثيق لغير المسلمين، وبعدم تكليفهم بما لا يُطيقون؛ وهٰذه سماحة كبيرة من هٰذا الخليفة الذي سجَّل التاريخ له صفات من نور.
لٰكن، لعلَّ بعضًا يفقد تسامحه أو سلامه مع الآخرين بسبب شيء من الحماسة الدينية، في حين أن سورة “الغاشية” تقول في هٰذا الأمر: ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَآ أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ﴾، وفي سورة “المائدة”: ﴿مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ﴾، والإنسان يُبلِغ الآخرين رسالة الحق، وفي سورة “يونُس”: ﴿وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ﴾، وفي سورة “البقرة”:﴿لَآ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾؛ كل هٰذا يدل على روح السماحة التي علَّم “الإسلام” الناس إياها، في معاملة الآخرين، وبخاصة مَن يختلفون معهم في المذهب أو الدين.
ونحن نشكر الله أنه أعطانا في مصر قيادات دينية تسعى لتحقيق العيش المشترك في سلام. فلدينا فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور “أحمد الطيب” على رأس الأزهر الذي يمثل الإسلام في وسطيته، وعلى رأس الكنيسة القبطية قداسة البابا “أنبا تواضروس الثاني” الذي يسعى لترسيخ مبدأ العيش المشترك وزرع الحب والسلام.
فمصر التي تباركت بالأنبياء فكانت ملجأ لهم: إبراهيم خليل الله، يعقوب، يوسف، موسى كليم الله؛ ثم مريم مع طفلها هربًا من هيرودس، ستظل الحصن الأمين للعالم. ليوفقنا الله إلى ما فيه خير الإنسانية جمعاء.